Google Search

mercredi 29 février 2012

شيخ الطريقة القادرية البودشيشية سيدي حمزة بن العباس

sidi hamza picture

   ازداد الشيخ سيدي حمزة بن العباس بن المختار القادري بودشيش سنة 1341 هـ / 1922م بقرية مداغ بإقليم بركان شرق المغرب الأقصى حيث مقر زاوية سلفه الشرفاء القادريين البودشيشيين.

   أتقن سيدي حمزة حفظ كتاب الله وأنهى دراسته بالسلك الأول من التكوين العلمي، ولم يتجاوز عمره 14 سنة. ثم أخذ في تلقي العلوم الشرعية بزاوية سلفه، قبل أن يشد الرحال إلى مدينة وجدة لاستكمال التكوين، فانتظم في المعهد الإسلامي، التابع يومئذ لنظام جامعة القرويين.

   وفي سنة 1940 عاد سيدي حمزة إلى الزاوية لينهل المزيد من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية تحت إشراف وتوجيه العلامة المحقق سيدي محمد الكبداني. ويشاء القادر الحكيم سبحانه أن يشرع كل من سيدي حمزة ووالده، حوالي سنة 1944 في سلوك طريق السير إلى الله بكل حزم وعزم على يد وليهما المرشد " الشيخ سيدي أبي مدين بن المنور القادري البودشيشي ".

   وكان الشيخ أبو مدين في حياته يوصي والد سيدي حمزة به خيرا، ويصرح بتقدمه في درجات المعرفة وحقائق اليقين. ثم شاء الله أن يستخلف الشيخ أبو مدين سيدي العباس بن المختار على القيام بمهمة الإرشاد في هذه الطريقة الصوفية القادرية. وقبيل انتقال هذا المرشد إلى جوار ربه، ترك وصيته التي أشهد عليها كبار الطريقة إلى سيدي حمزة الذي كان مؤهلا كامل التأهيل ليكون نعم الخلف لخير سلف في الدلالة على طريق الله، وتحبيب الله إلى العباد، وتحبيب العباد إلى الله.

   تقلد الشيخ سيدي حمزة منذ سنة 1972 مهمة الإرشاد في الطريقة القادرية البودشيشية، فجدد أذكارها ونظم سيرها مما زاد في إحياءها وتنشيطها، فتوسعت دائرتها، وكثر معتنقوها في العديد من الأمكنة المغربية. ثم ازدادت إشعاعا خارج القطر المغربي. ويلاحظ أنها أصبحت في وقته مقصودة من قبل صنف الشباب خاصة والمتعطشين إلى المعرفة عامة، وأنها أضحت تستقبل ثلة من المتخصصين في شتى مناحي العلوم الإسلامية والإنسانية والتجريبية الدقيقة، ومن المثقفين على اختلاف مشاربهم ولغاتهم.

نفحات الطريق العدد 6 فبراير 2012

vendredi 3 juin 2011

أبدال الأمة المحمدية

   سئلت عما يجري على ألسنة أهل التصوف من لفظه الأبدال هل لها مسند من السنة؟ فأجبت بتوفيق الله: نعم، روى الحافظ أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة، قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة، قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق خمسة، قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة، قلوبهم على قلب مكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد، قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة، وإذا مات واحد من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات واحد من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات واحد من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين، وإذا مات واحد من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات واحدذ من الثلاثمائة أبل الله مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت، ويمطر وينبت، وبدفع البلاء. قيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كيف بهم يحيي ويميت؟ قال: لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون ويسألون فينبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء.

الفقيه العلامة السيد عبد السلام السميج

نفحات الطريق العدد 4 أبريل = ماي 2011

الصلاح والإصلاح

   يعتبر الإصلاح فاعلية حضارية تبرز وجهات الإنسان التأسيسية والبنائية والإعمارية بمختلف تجلياتها التنظيمية والإجتماعية، وتتعهد كل ذلك بالمتابعة والمواكبة اللازمين لكل فعل منتج في الزمان والمكان، ترسيخا وتمتينا، أو تقويما وتصحيحا.

   فالتراكم الإنجازي عبر التاريخ، وانتقال التجارب على مر العصور ولد خبرات مختلفة لدى الأمم تعمل دوما من أجل الحفاظ على المكتسب وتيسير سبل الإنماء بالمراجعة الإصلاحية التي بها يستطيع الإنسان أن يستدمج إرثه العريق في السياق الحاضر تأثيلا وتجديدا واختراعا.

   ولم يكن الإصلاح يوما دعوى مجردة عن برهان العمل وحجيته، بل كان دائما التزاما صادقا تتطابق فيه الأقوال والأفعال، وتنفتح مساراته هو نفسه على الإقتراح والإغناء لأنه لا يتغيى في النهاية إلا الصالح العام، فكلما كبرت مساحات الإصلاح واتسعت دوائره، وقارب الشأن العام، ازداد ثقل مسؤوليته وجسامة حمل أمانته، لأنه لم يعد مقتصرا على الفرد في خاصة نفسه، بل أصبحت كثير من المصادر متعلقة به.

   إن الإصلاح مسؤولية تتطلب لمن يريد التصدي له التحلي بمجموعة من الكفاءات والمقدرات يكمن إجمالها في:

   الكفاءة الأخلاقية: وهي تتجلى في أن يكون المصلح صالحا، فلا إصلاح بدون الانطلاق من الذات أولا، قبل التوجه إلى الغير. وما يستوجبه ذلك من صدق وإخلاص واستقامة ووضوح وشفافية، تمنح للمشروع الإصلاحي خاتم المصداقية.

   الكفاءة العلمية: وهي ضرورة التمكن من الخبرات اللازمة التي تؤهل لاقتراح البرامج والحلول للمعضلات في مضمار معين، إذ لابد من احترام الكسب المعرفي المتشعب، ومراعاة التطور الهائل الذي تعرفه مختلف مناحي التفكير والتنظيم في أي شأن من الشؤون.فصدق النوايا في الإصلاح غير كاف، فلابد له من عدة علمية رصينة تسنده، وتعضده، وإلا صار هتافات وشعارات لا تريد حقيقة الإصلاح بل تروم مقاصد أخرى باسمه.

   الكفاءة التنزيلية: وهي في غاية الأهمية والخطورة، إذ لابد أن يتحلى المصلح بحس واقعي وتاريخي وسياقي يمكنه من فهوم تجعله عارفا بمقتضيات المحال الذي يشتغل فيه، فيعلم ترجيح المالح من الأصلح في مكان وزمن معين.

   الكفاءة التقويمية: وهي الإيمان الأولي بالنسبية والقابلية للنقش والتطوير لكل الطروحات الإصلاحية، مما يخلق أفقا منفتحا للإصلاح يخرج به من التملك الذاتي لإلى التبني الجماعي.

   ولعل هذه الكفاءات وتلك المقاصد للإصلاح ليست بالضرورة مرتبطة بالأفراد فقط بل الهيئات كذلك، فالفعل الإصلاحي في حقيقته دينامية تاريخية به تتطور الأمم وتركم رصيدها وتنقل خبرتها جيلا بعد جيل في مأمن عن المزايدات العلنية والتمريرات الخفية باسم عمل نبيل إسمه الإصلاح.

عبد الصمد غازي

نفحات الطريق العدد 4 أبريل = ماي 2011

samedi 28 mai 2011

من حكم الشيخ أحمد الرفاعي

   يا ولدي إياك من الإشتغال بما لا يعنيك من الكلام والأعمال وغيرها، وارجع بنفسك عن طريق الغفلة، وادخل من باب اليقظة، وقف بميدان الذل والإنكسار، واخرج من مقام العظمة والإستكبار فإنك مضغة ابتداؤك، وجيفة انتهاؤك، فقف بين الإبتداء والإنتهاء بما يليق لمقامها.

   إياك من الحسد فإن الحسد أم الخطايا، والكذب والحسد والكره سبب لطرد العبد من باب الرب، لا تعوّد نفسك على هذه الخصال قطعَا، واقطع نفسك إلى الله، واعلم بأن الرزق مقسوم، فإذا تحققت من ذلك ما تكبرت، واغضض طرفك عن النظر إلى أعراض الناس فضلا عن العمل الرديء فإنك كما تدين تدان، وكما أن لك عينا فلغيرك عيون، وكما أنت يولى عليك، وأمسك لسانك عن مذمة الخلق فإن للخلق ألسنا، نظرك فيك يكفيك، وكما تقول بالناس قد يقولون فيك، وحاسب نفسك في كل يوم، واستغفر الله كثيرا، وكن طبيب نفسك ومرشدها، ولا تغفل عن حساب نفسك، وإياك من الإشتغال بحظ النفس، وإياك والظهور فالظهور يقصم الظهور.

نفحات الطريق العدد 2 فبراير 2011

الذكر والعقل

   هناك أحاديث كثيرة عن العقلانية وأنماطها وتضاربها وحدودها ونتحيز إلى القول بأن جل العقلانية محدودة إلا عقلانية الذكر لأنها موسعة للعقل وممددة له بقوة إدراك متجددة ومتصلة غير منفصلة، لأنها عقلانية إيمانية عملية منغمسة في العبودية التي تفضي إلى الإستمرار المتصاعد المتسامي في تعقل الفعل الإلهي. وقد سمعت من شيخي سيدي حمزة " بالصحبة والذكر يتجدد العقل ويمد بقوة إدراك أخرى ".

   إن عقلانية الذكر هي ذلك التوارث للسمو الروحي المتصل بسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، وصحبة الشيخ المربي وسيلة فعالة للتخلق حول الدائرة النورانية للمعارف النبوية.

   فإذا كانت البشرية اليوم في حاجة إلى تجديد نظرتها للمعارف وربطها ووصلها بالمقصد الإلهي، فإن عقلانية الذكر تنتقل بالذاكر عبر مراتب العلوم والمعارف.

   ومن المعلوم أن أصناف العلم ثلاثة، هناك علم بالمخلوقات وعلم بأحكام المخلوقات وعلم بالخالق. فالعلم بالمخلوقات تغلب عليه النسبية والظن، ونقر اليوم بمحدودية المعرفة العلمية لتغلب النزعة الإنسانية. كما أن العلم بأحكام المخلوقات أي الشرائع ليس كله قطعيا، أما العلم بالخالق فهو يقيني، ويمتاز بسموه وشرفه وعزته لأنه مستمد من حامل موثوق لهذه المعرفة، أي الشيخ العارف بالله المؤتمن على معرفة متجددة بالخالق، لكونه موثوق صلة السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموثوق الفعل لأنه راسخ في أداء وظائف العبودية التي تورث الفهم من الله وإدراكا موسعا ومستمرا لحقيقة الوجود.

خالد ميار الإدريسي

نفحات الطريق العدد 2 فبراير 2011