Google Search

samedi 28 mai 2011

الذكر والعقل

   هناك أحاديث كثيرة عن العقلانية وأنماطها وتضاربها وحدودها ونتحيز إلى القول بأن جل العقلانية محدودة إلا عقلانية الذكر لأنها موسعة للعقل وممددة له بقوة إدراك متجددة ومتصلة غير منفصلة، لأنها عقلانية إيمانية عملية منغمسة في العبودية التي تفضي إلى الإستمرار المتصاعد المتسامي في تعقل الفعل الإلهي. وقد سمعت من شيخي سيدي حمزة " بالصحبة والذكر يتجدد العقل ويمد بقوة إدراك أخرى ".

   إن عقلانية الذكر هي ذلك التوارث للسمو الروحي المتصل بسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، وصحبة الشيخ المربي وسيلة فعالة للتخلق حول الدائرة النورانية للمعارف النبوية.

   فإذا كانت البشرية اليوم في حاجة إلى تجديد نظرتها للمعارف وربطها ووصلها بالمقصد الإلهي، فإن عقلانية الذكر تنتقل بالذاكر عبر مراتب العلوم والمعارف.

   ومن المعلوم أن أصناف العلم ثلاثة، هناك علم بالمخلوقات وعلم بأحكام المخلوقات وعلم بالخالق. فالعلم بالمخلوقات تغلب عليه النسبية والظن، ونقر اليوم بمحدودية المعرفة العلمية لتغلب النزعة الإنسانية. كما أن العلم بأحكام المخلوقات أي الشرائع ليس كله قطعيا، أما العلم بالخالق فهو يقيني، ويمتاز بسموه وشرفه وعزته لأنه مستمد من حامل موثوق لهذه المعرفة، أي الشيخ العارف بالله المؤتمن على معرفة متجددة بالخالق، لكونه موثوق صلة السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموثوق الفعل لأنه راسخ في أداء وظائف العبودية التي تورث الفهم من الله وإدراكا موسعا ومستمرا لحقيقة الوجود.

خالد ميار الإدريسي

نفحات الطريق العدد 2 فبراير 2011

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire